الجمعة، 27 مارس 2009

ديار قبيلة عنزه

تعتبر قبيلة عنزة من أعظم القبائل عددا" وأكثرها سطوة"، بدوا رحلا، يجوبون القفار والفيافي طلبا" للكلاء والماء ويحتلون مثلث الصحراء السورية المسماة ( الحماد) التي تقوم قاعدته على صحراء النفوذ، المحصور بين خط عرض 30 درجه ورأسه جوار مدينة حلب بالقرب من خط عرض 36 درجه وتقع ديار قبيلة عنزة على الضفة الشرقية من نهر الفرات في المراعي الواقعة في الشمال من مدينة دير الزور على طول نهر بلخ، بينما تسكن بعض قبائل عنزة حول ( تيمة) بين خط حديد الحجاز والحدود الجنوبية ــ الغربية من النفوذ. وينتمي الملك ابن سعود لهذه القبيلة، وهي من القبائل الساكنة في نجد. ويرجع نسب عنزة الى عرب الشمال، ويذكر المؤرخون بأن نسب عنزة يرجع الى ( عنز أبن أسد) الذي يتصل نسبه بربيعة وهو احد الفرعين الكبيرين من نزار ويذكر افراد قبيلة عنزة المحدثون بأنهم يرجعون في نسبهم الى وائل الذي ينتمي الى احد الفروع أسد، وأن أسم ابنه ( عنز ) أو ( عناز ) الذي يعتبر مؤسس قبيلة عنزه، وعلى كل حال فان عنزة ليست موحدة تحت مشيخة واحدة وانما هي مقسمة الى فروع كبيرة يحتفظ كل فرع منها بروابط الصداقة والاخوة، ولو أن مثل هذه الاخوة لاتحول ابدا" في بعض الاحيان دون نشوب خلافات مسلحة بين بعض الافخاذ والبطون، وتعتبر قبيلة شمر العدو التقليدي لقبيلة ( عنزة) ويثبت التاريخ لنا بان المنطقة التي تسكنها قبائل مترحلة من البلاد العربية كانت مسرحا" لاكثر من 150 سنة لمنازعات مستمرة بين هاتين القبيلتين ويعتبر الموطن الاصلي لقبيلة عنزة الى الشمال من وادي الرمة على طريق الحج من البصرة والمدينة وحتى الى الجنوب من ذلك نحو اليمن، ومن الممكن اعتبار التبدلات المناخية وضغط السكان من العوامل التي حفزت سكان هذه المنطقة على الهجرة من اراضي لاتستطيع ان تعيل سكانها الى المناطق الشمالية ـ وهو ماوقع بالضبط لقبيلة عنزه التي بدأت تزحف في النصف الثاني من القرن 18 وقد اقتفت أثر شمر الى الجزيرة السورية وقد دفعت قبيلتا فدعان والحسنه شمر امامهما عبر نهر الفرات، وأسسوا مواطنهم في السهول الشمالية التي يصيبها نصيب كبير من الامطار وليست جافة كالمنطقة الواقعة في اواسط البلاد العربية.ويظهر ان قبائل( العمارات) والسبعه وولد علي قد هاجرت بعدها ثم جاءت قبيلة ( الرولة ) في اواخر القرن 18 فانتعشت مواشيهم وازداد عددها في مناخ اكثر ملائمة من مناخ شبه الجزيرة العربية، ومن الممكن ايجاد اكثر الخيول اصالة" وجودة" في عنزة الشمالية وكذلك قطعان الابل العظيمة، وقد بقى البدو الرحل الذين يعتزون بنقاوة دمهم بعيدين كل البعد عن الحكومة العثمانية ماعدا بعض الواحات التي فيها اشجار النخيل على الفرات الادنى فقد اشتغل افراد هذه العشائر بالزراعة خاصة" على نهر الخابور وبالقرب من القرى القريبة من دمشق ولم يتعهد رؤسائهم وشيوخهم بالمحافظة على النظام بعد حصولهم على الاراضي الزراعية، ولم يشرعوا في الحراثة والزراعة والحصاد في اية بقعة في سوريه وقد منحهم موقعهم الجغرافي السيطرة على الطريق الرئيسي في البلاد العربية وتعتبر الحماد جسرا" موصلا" بين سوريا والعراق وليس حدودا" فاصلة، وكانت القوافل تعبر هذا الطريق من دمشق الى بغداد كل اسبوعين مرة حتى سنة 1911 بانتظام وفي فصلي الشتاء والربيع يقطع الطريق نفسه تجار الاغنام والرعاة وعليهم ان يدفعوا ضريبة الى قبيلة عنزة للمحافظة على ارواحهم وحماية اموالهم بينما كانت أبل قبيلة عنزة تقوم بنقل البضائع والناس وتمون اسواق سوريا ومصر وظل طريق الفرات بين حلب وبغداد تحت رحمة هذه القبيله وبهذا تعتبر قبيلة ( عنزة) من اعظم القبائل استقلالا" وعلى حسب رغبتها تتوقف حرية الاتصال بين سوريا والعراق وقد لعبت عنزة في القرن الاخير دورا" كبيرا" في السياسة السورية والعراقية دائما" أن يحتفظوا بعلاقات ود وصداقة مع اولئك الذين يسيطرون على تجار هذين القطرين.وتحتل قبيلة الروله القسم الغربي من صحراء سوريه بالتعاون مع ولد علي والمحالف الذين يعتبرون حلفائهم ومع اصدقائهم الحسنه وولد علي ، الذي يقارب عددهم 7000 خيمه والذين يترحلون في الصحراء الواقعة بين حمص وحماه في الشمال حيث توجد المراعي الصيفية لقبيلة الحسنة والذين شرعوا يمارسون الزراعة وحياة الاستقرار، وتمتد حتى القصر الازرق الى الجنوب من جبل الدروز حيث تلامس ديار الرولة ديار اعدائها بني صخر الى الجنوب من وادي السرحان الى واحة جوف الامير التي اخذتها عشيرة الرولة من ابن الرشيد سنة 1911 واما في الصيف فتشغل مراعي المنطقة الواقعة في الجنوب من المدينة وتمتد غربا" حتى الجولان وتصل الحدود الشرقية لديار الرولة جبل عمود ومصادر وادي حران ويشغل تحالف عشائر ولد علي السهول الواقعة الى الشرق والجنوب الشرقي من دمشق وعلى طول القسم الاول من الطريق القديم لبريد بغداد.ويعتبر بيت شعلان بيت المشيخة العظيمة لقبيلة الرولة وعدد اخر من الافخاذ ولكن الممثل الحالي هو نوري الشعلان ويسمى الفخذ الذي ينتمي اليه الشعلان مجتمعا" مع النصير الذي ياتي تحت امرته مباشرة" ويبلغ عدد الخيام فيها حوالي 1000 خيمه ويعترف ولد علي بسيطرته ولعله اكثر الشيوخ البدو سلطة ويمثله ابنه نواف في الجوف وتشغل العمارات القسم الشرقي من الصحراء السورية فيما وراء ديار الرولة وولد علي. ( وبعض فروع بشر الفدعان والسبعه ) والتي ترتبط نسبها بوائل وبهذا فتترحل العمارات في الزاوية الشرقية من الصحراء السورية بين كربلاء وهيت وتلامس الحافة الشمالية من النفوذ وتذهب جنوبا" الى مناطق شمر أذا قل الكلا والعشب عاقدين الهدنة مع شيوخ الديار الاخرى ففي الايام الاولى من الربيع يجدون المياة وافرة في الوديان جنوب كربلاء وفي المنخفض الواسع ( قه ره ) التي تبعد عن هيت بمسيرة يومين غربي هيت ويقفلون راجعين الى الفرات في فصل الصيف او يجتمعون ويتكتلون حول الينابيع في وادي حوران.وتقع مراعي الفدعان بين حلب ودير الزور على ظفتي نهر الفرات اما قبيلة السبعه فمشهورة بتربية الابل وتقع مراعيها على طريق تدمر وينتقلون غربا" نحو حمص وحماة الى الرصافة شرقا وحلب شمالا"، واذا قل الكلا في الجهة السورية من الصحراء فانه يفتشون عنه في ديار الفدعان وفي فصل الصيف يقضي شيوخ الفدعان والعمارات ايامهم القائضة في وادي حوران.ويعتبر ابن هذال الشيخ الاكبر للعمارات، اما الشيخ الحالي فهو فهد بك اذ يبلغ عدد خيامه 5000 خيمه وهو رجل ثري يملك بساتين في الرزازة بالقرب من كربلاء وفي البغدادية شمال هيت وفي اماكن اخرى من نهر الفرات وبالرغم من حكمته ومهارته في ادارة الشؤون العشائرية الاانه شيخ عجوز يتمتع ابنه متعب بمكانة مرموقة وقد قاسى كثيرا" على ايدي الاتراك ويكرههم كرها" شديدا".وتعتمد العمارات على مالديها من اراضي في الحصول على المواد الضرورية لحياتها وتعتبر كربلاء والنجف الاسواق المهمة لهذه العشائر ولهذا فمن الضروري ان تحتفظ بعلاقات جيدة مع حكام العراق.
المصدر / تقرير سري لدائرة الاستخبارات البريطانية عن العشائر والسياسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق